المنتخب المصري: بين الطموحات والتحديات الفنية
في ظل التحضيرات المكثفة لكأس العالم وكأس الأمم الأفريقية، يواجه المنتخب المصري تحديات جوهرية تتطلب رؤية واضحة وانضباطاً تكتيكياً. الفوز الأخير على نيجيريا أعاد قدراً من الثقة، لكنه لم يحسم النقاش حول قدرة هذا الجيل على تحويل الإمكانات إلى إنجازات حقيقية.
التحدي الفني والإداري
المرحلة الحالية تتطلب وضوحاً في الرؤية وقدرة على التعامل مع الضغوط دون البحث عن مبررات. البطولات لا تحسم بالتصريحات، بل بالأداء الميداني المنضبط والعمل المؤسسي المتكامل.
نجح المدير الفني حسام حسن في قيادة المنتخب عبر التصفيات، لكن التساؤل الجوهري يبقى: هل يملك المنتخب القدرة على المنافسة الحقيقية أمام منتخبات الصف الأول إفريقياً وعالمياً؟
الفرص والتحديات
مع وضوح مسار المشاركة في كأس العالم وإجراء القرعة، تبدو مجموعة المنتخب المصري أقل تعقيداً نسبياً، مما يمنح الفراعنة فرصة حقيقية للمنافسة وبلوغ الأدوار الإقصائية، شريطة ترجمة هذا التفوق النظري إلى أداء فعلي.
يعيش الشارع الرياضي المصري حالة ترقب مع اقتراب بطولة كأس الأمم الأفريقية بالمغرب، وسط طموح مشروع بالعودة إلى منصة التتويج الغائبة منذ 2010.
الاستقرار المؤسسي
حسم رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم هاني أبو ريدة الجدل بتأكيده استمرار حسام حسن في منصبه، مشدداً على أن الاستقرار الفني يمثل الخيار الأمثل. كما أكد وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي دعمه للمنتخب ومطالبته بالانضباط والروح القتالية.
المواهب والإمكانات
لا يعاني المنتخب من نقص في المواهب، فوجود لاعبين محترفين في الدوريات الأوروبية الكبرى، وعلى رأسهم محمد صلاح الذي تمثل له نهائيات كأس العالم المقبلة محطة مهمة في مسيرته الدولية، يمنح المنتخب قوة حقيقية.
التحدي الأساسي يكمن في تحويل هذه الإمكانات الفردية إلى أداء جماعي منظم يعكس هوية واضحة ويعيد للمنتخب روحه القتالية التي صنعت أمجاده السابقة.
التطلعات المستقبلية
في ظل ثقافة كروية تميل إلى الحلول السريعة، يواجه حسام حسن تحدي فرض الانضباط وتوحيد رؤى اللاعبين. كما يعاني المنتخب من تذبذب في بعض المراكز وغياب البدائل الجاهزة.
لم يعد هناك متسع للتجارب الطويلة أو الأعذار الجاهزة. هذا منتخب يملك الإمكانات للمنافسة، لكن الجماهير التي اعتادت رؤية فريقها في القمة تتطلع إلى أكثر من مجرد المشاركة. الفرص لا تأتي مرتين، والبطولات لا تنتظر المترددين.