7 استراتيجيات علمية لتحويل التعلم إلى تجربة إيجابية للأطفال
تتحول ساعات الدراسة، خاصة خلال فترة الامتحانات، إلى تحدٍ حقيقي لصبر الأهل وعلاقتهم بأطفالهم. يجد كثيرون صعوبة في التعامل مع تشتت انتباه أولادهم وعدم قدرتهم على حفظ المعلومات أو إنجاز الواجبات المنزلية.
تؤثر عوامل متعددة في نمو أدمغة الأطفال، أبرزها التشتيت الرقمي وقلة النوم والتوتر والقلق، إضافة إلى الضجيج. يفاقم ذلك سوء التغذية مع انتشار الوجبات السريعة والسكريات والأطعمة المصنعة.
تشير الدراسات إلى أن قلة النشاط البدني وعدم اتصال الأطفال بالطبيعة وكثرة المعلومات والواجبات المدرسية غير الممتعة تؤثر سلباً في مستويات التركيز والتعلم.
التكرار المتباعد: أساس التعلم الفعال
توضح علا خضر، المعالجة النفسية المتخصصة في شؤون الأطفال، في حديثها لـ BBC عربي، أن فهم آلية عمل الدماغ واتباع خطوات مثبتة علمياً يمكن أن يُحدث فرقاً ملموساً في قدرة الأطفال على تلقي المعلومات وحفظها.
تؤكد خضر: "في كل مرة نعيد فيها المعلومات التي نريد حفظها، نزداد استفادة". وتشير إلى أن التعلم الناجح يقوم على التكرار، والأفضل أن يكون موزعاً على فترات زمنية.
تنصح بالبدء بحفظ المعلومات قبل أربعة أو خمسة أيام من موعد الامتحان، مع إعادة مراجعتها يومياً حتى اليوم المنتظر.
إشراك الحواس المتعددة
أثبتت الدراسات أنه "كلما قمنا بإشراك عدد أكبر من الحواس في عملية التعلم، كان التعلم أسرع وأفضل". عندما نقرأ ونسمع ونكتب أو نرسم، نساعد دماغنا على حفظ المعلومة بشكل أفضل.
تنصح خضر الأهل بالطلب من الطفل رسم جدول أو مخطط بياني يضم المعلومات المطلوبة، مما يهدف إلى إشراك حاسة النظر بطريقة مختلفة وسهلة وممتعة.
مع توفر تطبيقات الذكاء الاصطناعي اليوم، أصبح بإمكان الأهل إنتاج ألعاب أو رسومات أو جداول تتضمن المعلومات المطلوبة بسهولة، كما يمكن للأطفال الأكبر سناً الاستعانة بهذه التطبيقات لشرح المعلومات بطريقة مبسطة.
تقنية التعليم بالشرح
ترى الأخصائية النفسية أن من أنجح أساليب التعلم أن يشرح الطفل المعلومات التي يرغب في حفظها بنفسه لشخص آخر. هذه العملية تتطلب منه فهماً كاملاً لتفاصيل المعلومة قبل نقلها.
تقول خضر: "في اللحظة التي يتمكن فيها الطفل من شرح المعلومة بنجاح لشخص آخر، يكون قد أتم تعلمها بالكامل".
ربط المعلومات بالحياة اليومية
تؤكد خضر أن كلما كانت المعلومات أقرب إلى أمور وتجارب حياتية عامة أو شخصية، كان تعلمها أسهل. تنصح الأهل بمحاولة تقريب المفاهيم في مواد مثل علم الأحياء والكيمياء والأدب من ذهن الطفل، من خلال أمثلة من الحياة اليومية.
البيئة المناسبة للتعلم
تشدد خضر على أهمية البيئة التي يعيش فيها الطفل لنجاح عملية التعلم. يجب أن "يتناول طعاماً جيداً، وينام بشكل كاف، وألا يعاني من نقص في الفيتامينات الأساسية".
كما يجب أن يكون المكان الذي يدرس فيه هادئاً بما يكفي وخالياً من المشتتات ومصادر الإلهاء.
تحديد أسلوب التعلم الشخصي
تؤكد الأخصائية أن "كل طفل مختلف عن الآخر"، فهناك أطفال يفضلون رؤية الأشياء لتذكرها، بينما يفضل آخرون كتابتها بخط اليد أو سماعها.
من المهم أن يساعد الأهل طفلهم على إيجاد أسلوب التعلم الأمثل له، إذ قد تكون طريقة المعلم في شرح المعلومة مختلفة عن الطريقة الأنسب للطفل.
بناء الثقة والإيجابية
تشير خضر إلى أن من العوامل الجوهرية في عملية التعلم شعور الطفل تجاه الدروس والفروض المطلوبة منه. يجب أن "يشعر الطفل بإيجابية تجاه المدرسة بشكل عام، والتعلم، وتجاه قدراته".
تنصح بتقسيم المعلومات أسبوعياً بطريقة لا تسبب التوتر، والبدء بفروض سهلة ثم الانتقال تدريجياً إلى الأصعب، مع ضرورة مكافأة الطفل بكلمات إيجابية مثل "أحسنت" أو "أنت ذكي".
التأثير النفسي والاجتماعي
تؤكد خضر أنه في حال كان الطفل يعيش في بيئة يسودها القلق أو الخوف، فإن تعلمه سيتأثر حتماً. "في مثل هذه الحالات، يمنح الدماغ الأولوية لغريزة البقاء، لا لعملية التعلم".
أكدت دراسات عديدة وجود تأثير تراكمي للتوتر والقلق المستمر لدى الأطفال، لكن توفير الدعم العاطفي في مراحل مبكرة يمكن أن يساعد على تقليل هذه التأثيرات السلبية أو حتى عكسها.
في حال استمرار صعوبات التعلم رغم تطبيق هذه الاستراتيجيات، تنصح خضر بالتحقق من إمكانية معاناة الطفل من حالات تتسبب بصعوبات في التعلم، مثل عسر القراءة أو الكتابة أو الحساب، أو اضطراب نقص الانتباه، لتوفير الدعم المناسب.