تصاعد التوترات الخليجية: هل تشهد المنطقة مواجهة مفتوحة في 2026؟
تشهد منطقة الخليج العربي تصاعداً ملحوظاً في التوترات، مع تزايد المؤشرات التي تنذر بإمكانية حدوث تصعيد كبير بين القوى الإقليمية. وفق تحليلات مراكز الأبحاث الغربية، تقف المنطقة على عتبة مرحلة حرجة قد تعيد تشكيل الخريطة الجيوسياسية.
تحديات أمنية متزايدة
تواجه دول الخليج العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، تحديات أمنية متعددة الأبعاد. الهجمات على الملاحة في البحر الأحمر، والتي وثقتها تقارير البحرية الأمريكية والبريطانية، تشكل تهديداً مباشراً لخطوط التجارة العالمية.
هذه التطورات حولت الممرات المائية الآمنة سابقاً إلى مناطق توتر، مما يؤثر سلباً على الاقتصادات المعتمدة على قناة السويس، بما في ذلك مصر التي تشهد ضغطاً متزايداً على إيراداتها.
استراتيجيات الردع والضغط
تتبنى القوى الإقليمية استراتيجيات متباينة في إدارة الصراع. فيما تسعى بعض الأطراف إلى توسيع نفوذها دون الانجرار إلى مواجهة مباشرة، تعتمد على أدوات غير مباشرة تمنحها قدرة على الضغط دون تحمل كلفة الحرب المباشرة.
أشار المجلس الأطلسي إلى تعقد معادلات الردع في المنطقة، مما يجعل التنبؤ بمسار الأحداث أكثر صعوبة.
الموقف الدولي والوساطة
تراقب الولايات المتحدة المشهد بحسابات مختلفة عن الماضي، حيث تسعى لتجنب حرب جديدة مع الحفاظ على الاستقرار الإقليمي. الموقف الأمريكي يبدو أكثر تعقيداً، مما يتطلب توازناً دقيقاً بين الردع والاحتواء.
من جهتها، دخلت الصين على خط الوساطة، لكن قدرة بكين على ضبط التوترات ما زالت قيد الاختبار، خاصة بعد اتفاق مارس 2023 الذي أظهر أن التسويات الورقية لا تكفي لحل الصراعات المتجذرة.
التداعيات الاقتصادية المحتملة
أي تصعيد في المنطقة سيكون له تأثير عالمي، خاصة على أسواق الطاقة. وفقاً لتقارير وكالة الطاقة الدولية، فإن أي اضطراب في مضيق هرمز أو البحر الأحمر كفيل بإعادة تشكيل أسعار النفط والغاز عالمياً.
مصر ستكون من أوائل المتضررين، حيث تعتمد بشكل كبير على إيرادات قناة السويس، وأي أزمة في البحر الأحمر تعني خسائر فورية في الإيرادات.
مستقبل المنطقة
رغم المؤشرات المقلقة، يبقى الطريق نحو التصعيد نتيجة وليس قدراً محتوماً. الدول الإقليمية تدرك التكاليف الباهظة لأي مواجهة مباشرة، خاصة مع مشاريع التحول الاقتصادي الجارية.
تبدو المنطقة اليوم في حالة توازن هش، حيث كل خطوة محسوبة وكل خطأ في الحساب قد يكون كافياً لكسر الاستقرار. المشهد الحالي ليس مشهداً لحرب مؤكدة ولا لمصالحة مستقرة، بل لمنطقة تقترب من لحظة اختبار حاسمة قد تحدد مسارها المستقبلي.
